ﻭﻟﺪ ﻭﻗﻀﻰ 30 ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺃﻋﻤﻰ.. ﻭﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻄﺐ ﺃﺗﻴﺤﺖ ﻟﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺒﺼﺮ... ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﺃﺟﺮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ.. ﻭﺟﺎﺀﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻟﻴﺰﻳﻞ ﺍﻟﺸﺎﻝ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ...ﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻟﻴﺮﻯ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ....!! ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﺳﻮﻯ ﻣﺮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ )ﺃﻥ ﻳﺒﺼﺮ ﺭﺟﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﺪ ﺃﻋﻤﻰ.(
ﺭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﺠﻌﺔ ﻟﻪ.. ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﻤﻴﺰ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﺮﺍﻩ.... ﻗﺪ ﻗﻀﻰ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻭﻟﺪ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻤﺲ... ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺣﺔ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻤﺲ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﺷﻜﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.. ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻗﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻨﻪ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﻋﻨﻪ.. ﻓﻬﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﻣﻮﺭ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﺟﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ..... ﻋﻘﻠﻪ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻠﻤﺲ... ﻭﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﺻﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻋﻘﻠﻪ..... ﻗﻀﻰ ﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻛﺎﻷﻋﻤﻰ... ﻓﻬﻮ ﻳﺒﺼﺮ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺒﺼﺮﻩ.... ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ... ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺘﻔﺎﺣﺔ ﻓﻼ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﻠﻤﺴﻬﺎ ﻓﻴﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻴﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺭﺁﻩ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻭﻣﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻠﻤﺴﻪ ﻓﻴﻔﻬﻢ ﻋﻘﻠﻪ.....ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﺷﻬﺮﺍ...ﻭﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﻳﻼﺣﻆ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﻻ ﻳﻼﺣﻈﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ.. ﻓﺒﺪﺃ ﻳﺮﻯ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ... ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﻼﺣﻆ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻙ، ﻭﻫﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﻻ ﻳﻼﺣﻈﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ )ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﻋﻄﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺳﺔ...( ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺳﺔ.... ﻓﺎﻟﻔﺮﺍﺳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻓﺘﺮﻯ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﻻ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻏﻴﺮﻙ... ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺮﻯ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ...!! ﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﻻ ﻳﻠﻘﻲ ﻟﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺑﺎﻻ... ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺸﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻏﺮﻭﺑﻬﺎ...ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ... ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ... ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﺷﻬﺮ ﺣﺪﺙ ﻟﻪ ﺃﻣﺮ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ... ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻇﻼﻡ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻟﺜﻮﺍﻥ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ... ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺑﺼﺮﻩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ... ﺗﻜﺮﺭﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ.. ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﺰﺩﺍﺩ.. ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺤﻮﺻﺎﺕ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺆﺳﻔﻨﻲ ﺍﺑﻼﻏﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻋﺎﺩﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺃﻧﻚ ﺳﺘﻔﻘﺪ ﺑﺼﺮﻙ ﺧﻼﻝ ﺃﻳﺎﻡ ...!! ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ...!! ﺷﻌﻮﺭ ﺭﻫﻴﺐ ﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﻀﻰ ﺃﺷﻬﺮﺍ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ.... ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺳﻮﺀﺍ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻓﻘﺪ ﺑﺼﺮﻩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ...!! ﻭﻗﺪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ )ﺑﻤﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ:( ﻟﻴﺲ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﻯ... ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻭﻻ ﻳﺘﺪﺑﺮ ﻓﻴﻪ... ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﺼﻴﺮ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻻ ﻳﺮﻯ ﺷﻴﺌﺎ ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﻰ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻳﺮﻯ ! ﻭﺗﻠﺨﻴﺺ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻤﻰ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻌﻤﻰ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ( ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮ ...ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻨﻌﻢ ، ﻓﻠﻨﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺠﻮﺩﻧﺎ !!!
ﺭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﺠﻌﺔ ﻟﻪ.. ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﻤﻴﺰ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﺮﺍﻩ.... ﻗﺪ ﻗﻀﻰ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻭﻟﺪ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻤﺲ... ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺣﺔ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻤﺲ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﺷﻜﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.. ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻗﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻨﻪ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﻋﻨﻪ.. ﻓﻬﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﻣﻮﺭ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﺟﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ..... ﻋﻘﻠﻪ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻠﻤﺲ... ﻭﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﺻﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻋﻘﻠﻪ..... ﻗﻀﻰ ﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻛﺎﻷﻋﻤﻰ... ﻓﻬﻮ ﻳﺒﺼﺮ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺒﺼﺮﻩ.... ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ... ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺘﻔﺎﺣﺔ ﻓﻼ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﻠﻤﺴﻬﺎ ﻓﻴﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻴﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺭﺁﻩ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻭﻣﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻠﻤﺴﻪ ﻓﻴﻔﻬﻢ ﻋﻘﻠﻪ.....ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﺷﻬﺮﺍ...ﻭﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﻳﻼﺣﻆ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﻻ ﻳﻼﺣﻈﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ.. ﻓﺒﺪﺃ ﻳﺮﻯ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ... ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﻼﺣﻆ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻙ، ﻭﻫﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﻻ ﻳﻼﺣﻈﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ )ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﻋﻄﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺳﺔ...( ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺳﺔ.... ﻓﺎﻟﻔﺮﺍﺳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻓﺘﺮﻯ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﻻ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻏﻴﺮﻙ... ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺮﻯ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ...!! ﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﻻ ﻳﻠﻘﻲ ﻟﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺑﺎﻻ... ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺸﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻏﺮﻭﺑﻬﺎ...ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ... ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ... ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﺷﻬﺮ ﺣﺪﺙ ﻟﻪ ﺃﻣﺮ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ... ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻇﻼﻡ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻟﺜﻮﺍﻥ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ... ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺑﺼﺮﻩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ... ﺗﻜﺮﺭﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ.. ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﺰﺩﺍﺩ.. ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺤﻮﺻﺎﺕ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺆﺳﻔﻨﻲ ﺍﺑﻼﻏﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻋﺎﺩﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺃﻧﻚ ﺳﺘﻔﻘﺪ ﺑﺼﺮﻙ ﺧﻼﻝ ﺃﻳﺎﻡ ...!! ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ...!! ﺷﻌﻮﺭ ﺭﻫﻴﺐ ﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﻀﻰ ﺃﺷﻬﺮﺍ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ.... ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺳﻮﺀﺍ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻓﻘﺪ ﺑﺼﺮﻩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ...!! ﻭﻗﺪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ )ﺑﻤﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ:( ﻟﻴﺲ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﻯ... ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻭﻻ ﻳﺘﺪﺑﺮ ﻓﻴﻪ... ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﺼﻴﺮ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻻ ﻳﺮﻯ ﺷﻴﺌﺎ ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﻰ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻳﺮﻯ ! ﻭﺗﻠﺨﻴﺺ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻤﻰ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻌﻤﻰ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ( ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮ ...ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻨﻌﻢ ، ﻓﻠﻨﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺠﻮﺩﻧﺎ !!!
ﻭﻟﺪ ﻭﻗﻀﻰ 30 ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺃﻋﻤﻰ.. ﻭﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻄﺐ ﺃﺗﻴﺤﺖ ﻟﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺒﺼﺮ... ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﺃﺟﺮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ.. ﻭﺟﺎﺀﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻟﻴﺰﻳﻞ ﺍﻟﺸﺎﻝ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ...ﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻟﻴﺮﻯ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ....!! ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﺳﻮﻯ ﻣﺮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ )ﺃﻥ ﻳﺒﺼﺮ ﺭﺟﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﺪ ﺃﻋﻤﻰ.(
ﺭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﺠﻌﺔ ﻟﻪ.. ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﻤﻴﺰ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﺮﺍﻩ.... ﻗﺪ ﻗﻀﻰ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻭﻟﺪ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻤﺲ... ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺣﺔ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻤﺲ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﺷﻜﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.. ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻗﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻨﻪ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﻋﻨﻪ.. ﻓﻬﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﻣﻮﺭ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﺟﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ..... ﻋﻘﻠﻪ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻠﻤﺲ... ﻭﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﺻﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻋﻘﻠﻪ..... ﻗﻀﻰ ﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻛﺎﻷﻋﻤﻰ... ﻓﻬﻮ ﻳﺒﺼﺮ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺒﺼﺮﻩ.... ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ... ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺘﻔﺎﺣﺔ ﻓﻼ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﻠﻤﺴﻬﺎ ﻓﻴﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻴﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺭﺁﻩ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻭﻣﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻠﻤﺴﻪ ﻓﻴﻔﻬﻢ ﻋﻘﻠﻪ.....ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﺷﻬﺮﺍ...ﻭﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﻳﻼﺣﻆ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﻻ ﻳﻼﺣﻈﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ.. ﻓﺒﺪﺃ ﻳﺮﻯ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ... ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﻼﺣﻆ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻙ، ﻭﻫﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﻻ ﻳﻼﺣﻈﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ )ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﻋﻄﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺳﺔ...( ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺳﺔ.... ﻓﺎﻟﻔﺮﺍﺳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻓﺘﺮﻯ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﻻ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻏﻴﺮﻙ... ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺮﻯ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ...!! ﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﻻ ﻳﻠﻘﻲ ﻟﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺑﺎﻻ... ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺸﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻏﺮﻭﺑﻬﺎ...ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ... ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ... ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﺷﻬﺮ ﺣﺪﺙ ﻟﻪ ﺃﻣﺮ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ... ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻇﻼﻡ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻟﺜﻮﺍﻥ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ... ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺑﺼﺮﻩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ... ﺗﻜﺮﺭﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ.. ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﺰﺩﺍﺩ.. ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺤﻮﺻﺎﺕ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺆﺳﻔﻨﻲ ﺍﺑﻼﻏﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻋﺎﺩﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺃﻧﻚ ﺳﺘﻔﻘﺪ ﺑﺼﺮﻙ ﺧﻼﻝ ﺃﻳﺎﻡ ...!! ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ...!! ﺷﻌﻮﺭ ﺭﻫﻴﺐ ﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﻀﻰ ﺃﺷﻬﺮﺍ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ.... ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺳﻮﺀﺍ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻓﻘﺪ ﺑﺼﺮﻩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ...!! ﻭﻗﺪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ )ﺑﻤﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ:( ﻟﻴﺲ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﻯ... ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻭﻻ ﻳﺘﺪﺑﺮ ﻓﻴﻪ... ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﺼﻴﺮ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻻ ﻳﺮﻯ ﺷﻴﺌﺎ ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﻰ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻳﺮﻯ ! ﻭﺗﻠﺨﻴﺺ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻤﻰ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻌﻤﻰ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ( ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮ ...ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻨﻌﻢ ، ﻓﻠﻨﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺠﻮﺩﻧﺎ !!!
ﺭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﺠﻌﺔ ﻟﻪ.. ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﻤﻴﺰ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﺮﺍﻩ.... ﻗﺪ ﻗﻀﻰ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻭﻟﺪ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻤﺲ... ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺣﺔ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻤﺲ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﺷﻜﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.. ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻗﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻨﻪ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﻋﻨﻪ.. ﻓﻬﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﻣﻮﺭ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﺟﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ..... ﻋﻘﻠﻪ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻠﻤﺲ... ﻭﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﺻﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻋﻘﻠﻪ..... ﻗﻀﻰ ﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻛﺎﻷﻋﻤﻰ... ﻓﻬﻮ ﻳﺒﺼﺮ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺒﺼﺮﻩ.... ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ... ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺘﻔﺎﺣﺔ ﻓﻼ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﻠﻤﺴﻬﺎ ﻓﻴﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻴﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺭﺁﻩ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻭﻣﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻠﻤﺴﻪ ﻓﻴﻔﻬﻢ ﻋﻘﻠﻪ.....ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﺷﻬﺮﺍ...ﻭﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﻳﻼﺣﻆ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﻻ ﻳﻼﺣﻈﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ.. ﻓﺒﺪﺃ ﻳﺮﻯ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ... ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﻼﺣﻆ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻙ، ﻭﻫﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﻻ ﻳﻼﺣﻈﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ )ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﻋﻄﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺳﺔ...( ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺳﺔ.... ﻓﺎﻟﻔﺮﺍﺳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻓﺘﺮﻯ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﻻ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻏﻴﺮﻙ... ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺮﻯ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ...!! ﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﻻ ﻳﻠﻘﻲ ﻟﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺑﺎﻻ... ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺸﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻏﺮﻭﺑﻬﺎ...ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ... ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ... ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﺷﻬﺮ ﺣﺪﺙ ﻟﻪ ﺃﻣﺮ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ... ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻇﻼﻡ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻟﺜﻮﺍﻥ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ... ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺑﺼﺮﻩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ... ﺗﻜﺮﺭﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ.. ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﺰﺩﺍﺩ.. ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺤﻮﺻﺎﺕ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺆﺳﻔﻨﻲ ﺍﺑﻼﻏﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻋﺎﺩﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺃﻧﻚ ﺳﺘﻔﻘﺪ ﺑﺼﺮﻙ ﺧﻼﻝ ﺃﻳﺎﻡ ...!! ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ...!! ﺷﻌﻮﺭ ﺭﻫﻴﺐ ﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﻀﻰ ﺃﺷﻬﺮﺍ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ.... ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺳﻮﺀﺍ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻓﻘﺪ ﺑﺼﺮﻩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ...!! ﻭﻗﺪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ )ﺑﻤﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ:( ﻟﻴﺲ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﻯ... ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻭﻻ ﻳﺘﺪﺑﺮ ﻓﻴﻪ... ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﺼﻴﺮ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻻ ﻳﺮﻯ ﺷﻴﺌﺎ ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﻰ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻳﺮﻯ ! ﻭﺗﻠﺨﻴﺺ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻤﻰ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻌﻤﻰ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ( ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮ ...ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻨﻌﻢ ، ﻓﻠﻨﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺠﻮﺩﻧﺎ !!!
0 التعليقات:
إرسال تعليق